کد مطلب:71222 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:266

قریش وخلافة بنی هاشم











قد عرفنا فی الفصل السابق: أن قریشاً، ومن هم علی رأیها هم الذین كانوا یخططون لصرف الأمر عن بنی هاشم، وبالذات عن أمیر المؤمنین علی بن أبی طالب [علیه الصلاة والسلام]، ویتصدون لملاحقته ومتابعته فی جمیع تفاصیله وجزئیاته.

وقد رأوا: أن رسول الله [صلی الله علیه وآله] كان فی مختلف المواقع والمواضع لا یزال یهتف باسمه، ویؤكد علی إمامته، ولم یكن فی مصلحتهم أن یعلن بذلك أمام تلك الجموع الغفیرة، التی جاءت للحج من جمیع الأقطار والأمصار، ولأجل ذلك فقد بادروا إلی التشویش والإخلال بالنظام. قریش بالذات هی التی قصدت النبی [صلی الله علیه وآله]

[صفحه 80]

فی منزله بعد هذا الموقف مباشرة لتستوضح منه ماذا یكون بعد هؤلاء الأئمة.

فكان الجواب: ثم یكون الهرج. وفی نص آخر: [الفرج]، كما رواه الخزاز[1] .

والظاهر: أن هذا هو الصحیح..

وقد رأی النبی [صلی الله علیه وآله]: أن مجرد التلمیح لهذا الأمر، قد دفعهم إلی هذا المستوی من الإسفاف والإسراف فی التحدی لإرادة الله سبحانه. ولشخص النبی [صلی الله علیه وآله]، دون أن یمنعهم من ذلك شرف المكان، ولا خصوصیة الزمان، ولا قداسة المتكلم، وشأنه وكرامته.

فكیف لو أنه [صلی الله علیه وآله] صرح بذلك وجهر باسمه [علیه الصلاة والسلام]، فقد یصدر منهم ما هو أمر وأدهی، وأشر وأقبح، وأشد خطراً علی الإسلام، وعلی مستقبله بصورة عامة.

وقد فضح الله بذلك أمر هؤلاء المتظاهرین بغیر حقیقتهم، أمام فئات من الناس، جاءت للحج من كل حدب وصوب، وسیرجعون بذكریات مرة عن هؤلاء الناس لیحدثوا بها أهلهم، وأصدقاءهم، وزوارهم.. فی زمان كان الرجوع من سفر كهذا، والنجاة من أخطاره ومشقاته، بمثابة ولادة جدیدة..



صفحه 80.





    1. راجع: كفایة الأثر ص52، ویقارن ذلك مع ما فی إحقاق الحق [الملحقات] وغیبة النعمانی وغیرهما. فإنهم صرحوا بان قریشاً هی التی أتته.